كل ما يقع تحت يديها تطوره ليصبح تحفة فنية للنظر والمذاق، انطلقت على دنيا "الحلويات" واتبعت حدسها وطموحها لتصبح اليوم شيف حلويات يسبقها صيتها أينما حلت.
شيف سميرة جان اسم لمع في عالم الشوكولاتة أو "الذهب الأسود" كما تسميه، وعرفت تفننها في الخبز والجيلاتو في حين كانت الشيف السعودية الأولى التي اختصصت في صناعة الجيلاتو، وهي اليوم شريكة في "دراجيه" ومديرة للمشروع. من مكة المكرمة بدأت الحكاية، وبات الحلم يكبر في نفس فتاة انطلقت في عالم المأكولات عن عمر لا تذكره حتى "كانت أي فتاة في السابعة من عمرها تهتم بفستان العيد والحنة وشعرها، أما أنا فكنت أقف ساعات أمام الفرن وأذهب إلى صلاة العيد ورائحة المعمول تفوح مني".
حضرت سميرة لكل الضيافات اللاتي حضرن خطبة أختها كعك بنفسها وما كانت بلغت الخامسة عشرة بعد، حتى دهش الجميع ببراعتها، وأقرت هي نفسها بشغفها الذي لا يعرف حدودا.
فنانة في المطبخ، كما في الرسم والماكياج الذي درسته وامتهنته، إنما عشق آخر كان يناديها. "لا شك في أنني ورثت حبي للمطبخ عن والدي اللذين يملكان شركة تموين لمأكولات أوزبكية الأصل كما جذورنا، فضلا عن أن أعمامي يملكون سلسلة مطاعم، أما أحد أجدادي السابقين فكان يعمل في غزل البنات".
شاقة كانت مسيرة سميرة التي قررت خوض مجال الحلويات عن سن السابعة والعشرين على عكس الشيفات أمثالها الذين ينطلقون في هذا العالم في الثامنة عشرة. وبين تأييد ورفض، أسقطت كل الرفض الذي قابلته من رجال العائلة وانطلقت وحيدة، تؤازرها أمها تشجيعا، وابنتها لاحقا، فصارتا اليوم مصدر اندفاعها وإصرارها على النجاح، مهما كلف الأمر بمجرد سماعها كلمة "أنا فخورة بك"!
صممت سميرة على التعلم، ولكن من أين تبدأ؟ لا مدارس متخصصة في الحلويات الأجنبية في المملكة، ولا برامج تعليمية باللغة العربية عبر الانترنت ولا حتى على قنوات التلفزيون. فبدأت
تدرس وتبحث في الكتب عن كل كلمة تلتبس عليها بالإنجليزية في المعاجم، إلى أن راودتها فكرة
التوجه إلى كوردون بلو وهي، Cordon Bleuالمدرسة الفرنسية الوحيدة التي تعلم باللغة الإنجليزية! "لا تخسري فلوسك يا سميرة، وإبدائي من الصفر في السعودية" نصيحة من أصدقاء عادت عليها بالفائدة، من الأهم في هذه المهنة يكمن في التدريب.
وها هو عيد الأم يحل، ومعه اليوم الأول لسميرة في محل لبيع الحلويات في جدة. راهنت على استمرارها في العمل بالحكم مسبقا بأنها لن تحتمل مشاق الوظيفة كما لم تحتمل الفتيات الأخريات. "اثنتا عشرة ساعة عملت ذاك اليوم في تكسير البيض، بالمئات، وفي مهام أخرى قبل أن أنتقل إلى بيع الكيكات في المحل" بالراتب القليل رضيت، واستمرت في رحلات يومية من مكة إلى جدة، حيث تنهي دوامها، ومن الريالات التي كان تجمعها سجلت في دورات مسائية تنتهي في وقت متقدم من الليل، حيث تدربت مع طباخين عالميين كمساعدة لهم، وقد عبروا عن رأيهم فيها "يقولولي فيكي والكلام الجارح والعمل، ساعات طويلة تحت الضغط، والحلول محل زميلك في حال غيابه. وإذا حزت على شهادة، فلا بد لك أن تبدأ من الصفر، بمسح الأرض وغسل الصحون.. وقتها. وحسب، ستستأهل لقب شيف". شكلت شخصيات النساء والغابات والتاريخ مصدر وحي لها في وصفاتها وأشكال حلوياتها، فابتكرت إلى اليوم ١٤ نكهة بونبون و٨ نكهات دراجيه، فيما تصب جام اهتمامها في مشروع "دراجيه"، وتحلم بأن تصير علامتها العالمية، هي التي ترد عليها طلبات من دول كثيرة، وتصبو إلى اليوم الذي تحضر فيه الشوكولاتة بنفسها مباشرة من حبوب الكاكاو.
من حلم فتاة إلى شيف وسيدة أعمال، قصة نجاح سميرة بدأت، وستستمر. شغف مو طبيعي"!
إلى دبي، تركيا، فرنسا وإيطاليا، سافرت لتلقي التدريب مع أمهر الطباخين وكانت تعود، كل مرة، وفي جعبتها الكثير والكثير. "لم أتوقف عن الخضوع لدورات حتى اليوم، ولن أتوقف، وأنا اليوم أتعلم وأعلم، إنني أريد أن أمنح من يهوون المطبخ ما لم أستطع أن أستفيد منه أنا". فمن اللغة الانجليزية تحول سميرة محتوى الدورات إلى اللغة العربية، هي التي حققت أحلاما ونجاحات كثيرة، كللتها بدخولها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) مدربة لا متدربة، فمنحت ١٣ دورة في تحضير الشوكولاتة والأيس كريم.
أما فالروناValrhona ، فاسم حفظته عن ظهر قلب كما حفظها، وهي العلامة الفرنسية العالمية لصنع الشوكولاتة، إذ دهش مديروها بسميرة التي عملت معهم "ذاقوا البونبون والشوكولاتة، وقالوا إنني مذهلة". عن عالم الطهو والطبق الأحب إليها لتحضيره، تقول سميرة "أحب كل شيء، وأعتبر أن البرجر الأميركي حتى، هو مطبخ في حد ذاته، شرط أن تبقى الأطباق كلاسيكية، فلا أضيف إليها نكهات جديدة".
بكل تواضع، لا تكتفي سميرة بالكلام على خبرتها، بل توجه نصائح إلى كل من يطمح أن يصير شيفا مثلها "أثبت شغفك وتابع التعلم، وتحمل التعب والكلام الجارح والعمل، ساعات طويلة تحت الضغط، والحلول محل زميلك في َ حال غيابه.
وإذا حزت على ً شهادة، فلا بد لك أن تبدأ من الصفر، بمسح الأرض وغسل الصحون.. وقتها. وحسب، ستستأهل لقب شيف"
شكلت شخصيات النساء والغابات والتاريخ مصدر وحي لها في وصفاتها وأشكال حلوياتها، فابتكرت إلى اليوم ١٤ نكهة بونبون و٨ نكهات دراجيه، فيما تصب جام اهتمامها في مشروع "دراجيه"، وتحلم بأن تصير علامتها العالمية، هي التي ترد عليها طلبات من دول كثيرة، وتصبو إلى اليوم الذي ِّ تحضر فيه الشوكولاتة ً بنفسها مباشرة من حبوب الكاكاو.
من حلم فتاة إلى شيف وسيدة أعمال، قصة نجاح سميرة بدأت، وستستمر
شيف سميرة جان اسم لمع في عالم الشوكولاتة أو "الذهب الأسود" كما تسميه، وعرفت تفننها في الخبز والجيلاتو في حين كانت الشيف السعودية الأولى التي اختصصت في صناعة الجيلاتو، وهي اليوم شريكة في "دراجيه" ومديرة للمشروع. من مكة المكرمة بدأت الحكاية، وبات الحلم يكبر في نفس فتاة انطلقت في عالم المأكولات عن عمر لا تذكره حتى "كانت أي فتاة في السابعة من عمرها تهتم بفستان العيد والحنة وشعرها، أما أنا فكنت أقف ساعات أمام الفرن وأذهب إلى صلاة العيد ورائحة المعمول تفوح مني".
حضرت سميرة لكل الضيافات اللاتي حضرن خطبة أختها كعك بنفسها وما كانت بلغت الخامسة عشرة بعد، حتى دهش الجميع ببراعتها، وأقرت هي نفسها بشغفها الذي لا يعرف حدودا.
فنانة في المطبخ، كما في الرسم والماكياج الذي درسته وامتهنته، إنما عشق آخر كان يناديها. "لا شك في أنني ورثت حبي للمطبخ عن والدي اللذين يملكان شركة تموين لمأكولات أوزبكية الأصل كما جذورنا، فضلا عن أن أعمامي يملكون سلسلة مطاعم، أما أحد أجدادي السابقين فكان يعمل في غزل البنات".
شاقة كانت مسيرة سميرة التي قررت خوض مجال الحلويات عن سن السابعة والعشرين على عكس الشيفات أمثالها الذين ينطلقون في هذا العالم في الثامنة عشرة. وبين تأييد ورفض، أسقطت كل الرفض الذي قابلته من رجال العائلة وانطلقت وحيدة، تؤازرها أمها تشجيعا، وابنتها لاحقا، فصارتا اليوم مصدر اندفاعها وإصرارها على النجاح، مهما كلف الأمر بمجرد سماعها كلمة "أنا فخورة بك"!
صممت سميرة على التعلم، ولكن من أين تبدأ؟ لا مدارس متخصصة في الحلويات الأجنبية في المملكة، ولا برامج تعليمية باللغة العربية عبر الانترنت ولا حتى على قنوات التلفزيون. فبدأت
تدرس وتبحث في الكتب عن كل كلمة تلتبس عليها بالإنجليزية في المعاجم، إلى أن راودتها فكرة
التوجه إلى كوردون بلو وهي، Cordon Bleuالمدرسة الفرنسية الوحيدة التي تعلم باللغة الإنجليزية! "لا تخسري فلوسك يا سميرة، وإبدائي من الصفر في السعودية" نصيحة من أصدقاء عادت عليها بالفائدة، من الأهم في هذه المهنة يكمن في التدريب.
وها هو عيد الأم يحل، ومعه اليوم الأول لسميرة في محل لبيع الحلويات في جدة. راهنت على استمرارها في العمل بالحكم مسبقا بأنها لن تحتمل مشاق الوظيفة كما لم تحتمل الفتيات الأخريات. "اثنتا عشرة ساعة عملت ذاك اليوم في تكسير البيض، بالمئات، وفي مهام أخرى قبل أن أنتقل إلى بيع الكيكات في المحل" بالراتب القليل رضيت، واستمرت في رحلات يومية من مكة إلى جدة، حيث تنهي دوامها، ومن الريالات التي كان تجمعها سجلت في دورات مسائية تنتهي في وقت متقدم من الليل، حيث تدربت مع طباخين عالميين كمساعدة لهم، وقد عبروا عن رأيهم فيها "يقولولي فيكي والكلام الجارح والعمل، ساعات طويلة تحت الضغط، والحلول محل زميلك في حال غيابه. وإذا حزت على شهادة، فلا بد لك أن تبدأ من الصفر، بمسح الأرض وغسل الصحون.. وقتها. وحسب، ستستأهل لقب شيف". شكلت شخصيات النساء والغابات والتاريخ مصدر وحي لها في وصفاتها وأشكال حلوياتها، فابتكرت إلى اليوم ١٤ نكهة بونبون و٨ نكهات دراجيه، فيما تصب جام اهتمامها في مشروع "دراجيه"، وتحلم بأن تصير علامتها العالمية، هي التي ترد عليها طلبات من دول كثيرة، وتصبو إلى اليوم الذي تحضر فيه الشوكولاتة بنفسها مباشرة من حبوب الكاكاو.
من حلم فتاة إلى شيف وسيدة أعمال، قصة نجاح سميرة بدأت، وستستمر. شغف مو طبيعي"!
إلى دبي، تركيا، فرنسا وإيطاليا، سافرت لتلقي التدريب مع أمهر الطباخين وكانت تعود، كل مرة، وفي جعبتها الكثير والكثير. "لم أتوقف عن الخضوع لدورات حتى اليوم، ولن أتوقف، وأنا اليوم أتعلم وأعلم، إنني أريد أن أمنح من يهوون المطبخ ما لم أستطع أن أستفيد منه أنا". فمن اللغة الانجليزية تحول سميرة محتوى الدورات إلى اللغة العربية، هي التي حققت أحلاما ونجاحات كثيرة، كللتها بدخولها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) مدربة لا متدربة، فمنحت ١٣ دورة في تحضير الشوكولاتة والأيس كريم.
أما فالروناValrhona ، فاسم حفظته عن ظهر قلب كما حفظها، وهي العلامة الفرنسية العالمية لصنع الشوكولاتة، إذ دهش مديروها بسميرة التي عملت معهم "ذاقوا البونبون والشوكولاتة، وقالوا إنني مذهلة". عن عالم الطهو والطبق الأحب إليها لتحضيره، تقول سميرة "أحب كل شيء، وأعتبر أن البرجر الأميركي حتى، هو مطبخ في حد ذاته، شرط أن تبقى الأطباق كلاسيكية، فلا أضيف إليها نكهات جديدة".
بكل تواضع، لا تكتفي سميرة بالكلام على خبرتها، بل توجه نصائح إلى كل من يطمح أن يصير شيفا مثلها "أثبت شغفك وتابع التعلم، وتحمل التعب والكلام الجارح والعمل، ساعات طويلة تحت الضغط، والحلول محل زميلك في َ حال غيابه.
وإذا حزت على ً شهادة، فلا بد لك أن تبدأ من الصفر، بمسح الأرض وغسل الصحون.. وقتها. وحسب، ستستأهل لقب شيف"
شكلت شخصيات النساء والغابات والتاريخ مصدر وحي لها في وصفاتها وأشكال حلوياتها، فابتكرت إلى اليوم ١٤ نكهة بونبون و٨ نكهات دراجيه، فيما تصب جام اهتمامها في مشروع "دراجيه"، وتحلم بأن تصير علامتها العالمية، هي التي ترد عليها طلبات من دول كثيرة، وتصبو إلى اليوم الذي ِّ تحضر فيه الشوكولاتة ً بنفسها مباشرة من حبوب الكاكاو.
من حلم فتاة إلى شيف وسيدة أعمال، قصة نجاح سميرة بدأت، وستستمر